مرحبا وأهلا وسهلا بكم في مدونتنا التاريخية

نتمى أن تستفيدوا من المدونة ونتمى أن ترسلوا آرائكم الرائعة عن تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة ،اتمنى لكم قضاء وقت ممتع في مدونتنا ...:):)

الثلاثاء، 10 مايو 2011

الإمارات في العصور القديمة

الإمارات في العصور القديمة

في الثاني من ديسمبر سنة 1971 تكللت بالنجاح جهود صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتحقيق الاتحاد بين الإمارات , وتحققت أعز أمانيه , بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة , بفضل سعيه الدؤوب مع إخوانه حكام الإمارات , الذين تجمعهم الإرادة الواحدة , والحرص المشترك على مصالح شعبهم حاضرا ومستقبلا. وقد أقبل زايد على بناء الدولة الجديدة بكل ما عرف عنه من إخلاص واقتدار يعاونه إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين تعاهدوا على بذل كل ما فيه خير الوطن والمواطنين , وبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة كرصيد عظيم للأمتين العربية والإسلامية , وكإضافة ضخمة لمواردها وإمكانياتها , وتعزيزا لقدراتها على تخطى الصعاب وتحقيق الرفعة والعزة .
ومن هنا فإن يوم الثاني من ديسمبر 1971, ليس فقط مجرد يوم العيد الوطني لدولة الإمارات , بل أنه إلى جانب ذلك أصبح يوما تاريخيا هاما , ونقطة تحول بارزة وعلامة هامة كان لها أثرها البالغ في تطورات الأحداث في منطقة الخليج العربي بأسرها .
وتعتبر التجربة الوحدوية لدولة الإمارات من أنجح التجارب الوحدوية العربية في التاريخ المعاصر التي كتب لها الثبات والصمود بعد عدة تجارب ومحاولات للوحدة أو الاتحاد شهدها تاريخنا العربي الحديث ولم يكتب لها الاستمرار .
وتكتسب التجربة الوحدوية لدولة الإمارات , عظمتها ليس فقط من نجاحها واستمر أريتها , وإنما من شموخ الإنجازات التي حققتها المسيرة الاتحادية , على الصعيدين الداخلي والخارجي , طوال السنوات الماضية , حتى أصبحت هذه التجربة بحق نموذجا يحتذى ويهتدى به في التجمعات الوحدوية العربية التي قامت في وطننا العربي بعد ذلك , فصرح الوحدة الشامخ الذي قام على أرض دولة الإمارات ليجمع أبناء الشعب الواحد في دولة واحدة قوية سرعان ما تحول إلى شعار خليجي يدعو إلى الوحدة بين دول المنطقة وشعوبها التي تلتقي في تراث حضاري مشترك وتقاليد ذات جذور تاريخية واحدة .


االامارات في العصر الحجري
إن اقدم آثار لإنسان العصر الحجري الحديث في دولة الإمارات العربية المتحدة معروفة حتى الآن تعود إلى حوالي الألف السادس قبل الميلاد , حيث تمثل هذا العصر بمواقع قليلة تقع إلى الشرق من مدينة العين وجنوبها , ومن هذا العصر توجد بمتحف العين بعض الآلات الحجرية التي استعملها الإنسان في حياته اليومية. أما المواد الأخرى التي استعملها كالخشب والجلود فلم تصلنا لقابليتها للتلف.
وقد تمكن هذا الإنسان بمرور الزمن من تطوير صناعته الحجرية إذ تمكن في الألف الخامس والألف الرابع قبل الميلاد من صناعة رءوس رماح دقيقة الصنع من حجر الصوان كشف منها حتى الآن عن عدد قليل في ثلاثة مواقع مختلفة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي .


الامارات في العصر الحديدي
بعد الفجوة الحضارية التي مرت على دولة الإمارات العربية المتحدة في الألف الثاني قبل الميلاد نرى أنه في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد - أي بحدود 1000 - 500 ق . م - قد سكنت مناطق شرق الجزيرة العربية عدة مجتمعات , ما زالت بقاياها واضحة في مناطق مختلفة من دولة الإمارات العربية المتحدة , ابتداء من إمارة رأس الخيمة في الشمال وحتى مدينة العين في الشرق , كما تشاهد هذه البقايا على ساحل الخليج العربي وساحل خليج عمان.
لقد أصبحت عادة استيطان الإنسان للواحات في الألف الأول قبل الميلاد ضرورية , ولكن بطريقة اجتماعية واقتصادية مختلفة عما كانت عليه في العصر البرونزي , فقد بنيت القرى الكبيرة وزاد عدد المستوطنات الصغيرة , بشكل كبير نتيجة لاستغلال المياه بشكل جيد إضافة إلى ممارسة الصيد , وابتكار نظام ري جديد هو نظام الأفلاج".


االامارات في العصر البرونزي
إن عصر الاستيطان المنظم في دولة الإمارات العربية المتحدة قد بدأ في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد أي قبل 4500 عام في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي حيث المياه الوفيرة والخضرة الدائمة والموقع الجغرافى الجيد المسيطر على طريق التجارة بين مدينة صحار الواقعة على خليج عمان وجزيرة أم النار الواقعة على ساحل الخليج العربي , ومن هذا العصر يوجد عدد من المستوطنات السكنية والعديد من المدافن الجماعية التي أمدتنا بمعلومات جيدة عن معتقدات الأقوام التي عاشت آنذاك , لقد بنيت القرى في هذا العصر , وهى غالبا ما تتكون من بناية دائرية واحدة يحيط بها خندق دفاعي وأبنية أخرى أقل حجما.
أما المكتشفات الأثرية التي تعود إلى هذا العصر الزمني فتدل على أن المجتمع القديم لدولة الإمارات العربية المتحدة كان يمارس التجارة وكان يقوم كوسيط في نقل البضائع المصدرة إلى أعالي الخليج وجنوب وادي الرافدين كالنحاس وأحجار الديورايت , ويستورد من هناك بعض المواد المعيشية بالإضافة إلى التجارة , فقد تفنن القوم في صناعة الفخار والأواني الحجرية , وأجادوها بشكل كبير , كما مارسوا زراعة القمح , وعرفوا زراعة أشجار النخيل منذ ذلك الوقت .
وقد تأثرت هذه الحضارة المزدهرة بالركود الاقتصادي الذي أصاب الشرق القديم في الألف الثاني قبل الميلاد وخاصة في النصف الثاني منه , ذلك العصر الذي لا نعرف عنه الا القليل , إن هذا الركود قد أصاب مناطق عديدة من الخليج ولا نملك تفسيرا له في الوقت الحاضر , لكنه ربما كان للأوضاع السياسية أو المناخ أثر في ذلك .


الامارات في العصران اليوناني والروماني
يحتل العصر الهيلينى “اليوناني” مكانة خاصة في التاريخ القديم للخليج لما له من تأثير خاص على الملاحة والتجارة قديما بين المنطقة, وباقي أنحاء العالم, وقد تزامن مع حملات الغزو التي شنها الاسكندر الأكبر المقدوني عازما على تحويل بابل إلى عاصمته الشرقية , لأنها قلب العالم القديم والمركز التجاري الذي يربط الهند بسائر أنحاء المعمورة .
ويروى المؤرخون أن الاسكندر الأكبر المقدوني هو الذي اكتشف مياه الخليج العربي وشواطئه , وكان ذلك عند عودة القائد المقدوني من الهند , حيث أمر أحد قواده واسمه نيارخوس أن يسبر غور مياه الخليج حتى مصب نهري دجلة والفرات , وانطلق القائد عام 324 قبل الميلاد من مصب نهر الهندوس مخترقا الخليج العربي , إلى أن وصل إلى قرية “ ديريد دنيس “ مكان البصرة حاليا , وكان الاسكندر يرمى من اكتشافه شواطئ الخليج إلى حماية إمبراطوريته من اعتداءات الفرس , والحيلولة دون سيطرتهم على شواطئه , وبالتالي الوصول إلى شبه الجزيرة العربية , واحتلالها للسيطرة على ثرواتها من البخور والأطايب.
وقد أكد مؤرخو الاسكندر الذين أرخوا لحملاته الاستكشافية العديدة في الخليج أن للفينيقيين في هذه الحقبة “ أي القرن الرابع قبل الميلاد “ تجارة مزدهرة في الخليج كتلك التي أصبحت لهم على شواطئ المتوسط , كما وردت في مؤلفات هؤلاء المؤرخين إشارات عن السائل الأسود اللزج الذي يشعل المصابيح بنور قرمزي , وتظهر هذه العبارة كأول إشارة عن وجود البترول في هذه المنطقة.
وتوالت بعد اليونان حملات رومانية للسيطرة على الخليج وشبه الجزيرة العربية , ولكنها كانت تضيع وتتلاشى بين رمال الصحراء العربية وكثبانها الضخمة وقد حاول الإمبراطور الروماني “تراجان” أن يسير على طريق الاسكندر فأرسل قواته التي وصلت الخليج , لكنها اصطدمت مع الفرس , الذين كانوا في تلك الفترة في أوج عظمتهم , وقوتهم. وبعد ذلك بدأ الصراع العنيف والطويل بين الفرس والروم , والذي استمر قرابة ثلاثة قرون حتى ظهور الإسلام , واستطاعت قوات المسلمين أن تحسم هذا النزاع لصالحها وتقضى على أضخم إمبراطوريتين في العالم.


الامارات في العصر الهيلنستي
بعد نهاية العصر الحديدي قبل الميلاد بحوالي 500 سنة بدأ عصر آخر جديد في المنطقة لا يعرف عند الكثير الا وهو العصر الهيلنستى الذي تمثل حتى الآن بمستوطنيين كبيرين وهما مليحه في إمارة الشارقة والدور في إمارة أم القيوين وقد استمر هذا العصر مايقرب من خمسمائة سنة.



3000 الامارات قبل الميلاد
لقد عرف المجتمع القديم الذي عاش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة استعمال الفخار في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد , أي قبل أكثر من خمسة آلاف عام مضت , ومن هذه الفترة الزمنية توجد المئات من المدافن الأثرية التي بناها الإنسان ليخلد ذكرى موتاه , وهى جميعا مدافن مقببة , بنيت بالحجارة فوق سطح الأرض , وقد زودت هذه المدافن ببعض الأواني الفخارية


2000 الامارات قبل الميلاد
بالرغم من أننا لا نعرف الا الشيء القليل عن الألف الثاني قبل الميلاد بسبب وجود فجوة حضارية طويلة مرت على بعض مناطق الخليج العربي , الا أن هناك بعض المكتشفات الأثرية التي تغطى القرون الثلاثة الأولى من الألف الثاني ق . م “ 2000 - 1700 ق . م” إن أبرز هذه المكتشفات هي تلك التي عثر عليها في مدفن القطارة في مدينة العين ومواقع أخرى في إمارة رأس الخيمة إضافة إلى وجود بقايا فخارية من هذا العصر مبعثرة على مواقع أثرية أقدم عهدا . وقد أستمر القوم في ذلك العصر في صناعة الأواني الفخارية وابتكروا أنواعا جديدة منها , كما طوروا صناعة الأواني الحجرية , حيث صنعت بأشكال وزخارف جديدة , وقد صنعوا الأسلحة البرونزية واستعملوها بشكل واسع وزودوا موتاهم بالمجوهرات الثمينة .


لمحة تاريخية
تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أقدم العصور بموقع إستراتيجي مهم فهي نقطة اتصال , وطريق تجارى , بين بلدان كانت منذ فجر التاريخ مصدر حضارات , ومعبرا لعديد من التيارات الثقافية , وبفضل هذا الموقع العظيم أتيح لسكانها عبر حقب التاريخ المتتالية إقامة علاقات وثيقة مع كل مراكز الحضارات القديمة التي عرفتها آسيا الجنوبية .
فقد لعب الموقع الجغرافى لدولة الإمارات العربية المتحدة بين شرق المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان دورا كبيرا في التجارة , ونقل خامات النحاس من سلطنة عمان إلى وادي الرافدين منذ الألف الثالث قبل الميلاد , كما أن وجود الواحات , وتوفر المياه , على امتداد السفح الغربى لسلسلة جبال عمان - التي تمتد من رأس مسندم المشرف على مضيق هرمز, وحتى رأس الحد جنوب شرق مدينة مسقط - ساعد على الاستيطان منذ آلاف السنين .
وقبل بدء التجارة وعصر الاستيطان المنظم في الدولة في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد كانت هناك مجتمعات صغيرة لا نعرف عنها إلا القليل حيث لم تخلف لنا الا بقايا الحجارة التي استعملتها.


العصور الحديثة
تسبب الانتصار الذي حققه السلطان العثماني محمد الفاتح بدخوله القسطنطينية والقضاء على الإمبراطورية البيزنطية سنة 1453م في انتقال علماء بيزنطة والتركة العلمية اليونانية إلى إيطاليا، وتوفير القاعدة التي قامت عليها النهضة الأوروبية الحديثة، ولهذا فإن بعض المؤرخين يعتبرون تاريخ سقوط القسطنطينية نهاية العصور الوسطى.
كما أدى الانتصار العثماني الساحق إلى إلحاق هزيمتين منكرتين بالأمة العربية، جاءت الأولى منهما سنة 1492م، عندما قوضت قشتالة مملكة غرناطة في جنوب شبه الجزيرة الايبيرية بعد أكثر من عقد من الحروب التي حثت البابوية على تأجيجها ومولتها لإحراز نصر يوازي نصر العثمانيين. أما الهزيمة الثانية فبدأت بوادرها في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وانتهت بتقويض الجزء الأكبر من السيادة الملاحية العربية، على الخليج العربي وبحر عمان وقسم من المحيط الهندي، وحرمان العرب من الدور التجاري الذي لعبوه على مر العصور بسيطرتهم على الحلقة الوسطى للتجارة الدولية بين الشرق والغرب بعد أن تمكن الأوروبيون بمساعدة عربية بعضها مقصود والآخر غير مقصود، من إقامة اتصال مباشر مع القرن أولاً ومن ثم بسط سيطرتهم على تجارة الهند والإمساك بالخطوط الملاحية في أعالي البحار.
وقد تمكن العثمانيون من التوغل في أوروبا وقطعوا بتوغلهم الطرق البرية بين أوروبا والهند، فسعت الدول الأوروبية من جانبها إلى البحث عن طرق بديلة، وقيض للبرتغال القيام بهذا الدور، فقد كانت ما تزال أمة ناهضة بنت مملكتها على الأراضي التي اقتطعتها من عرب الأندلس، وطورت أسطولاً بحرياً كبيراً، بالاعتماد على الخبرة التي اكتسبها ملاحوها من العرب، الذين أقاموا قبل ذلك صناعة سفن ضخمة في لشبونة ، ومع ذلك فإن الربابنة البرتغاليين ظلوا على جهل مطبق بالخطوط الملاحية وحركة الرياح، وهما عنصران مهمان للوصول إلى الهند ، وهكذا تحطمت عشرات السفن على صخور شبه الجزيرة العربية قبل أن يوفر لهم القدر مفتاح العبور إلى الهند سنة 1498م. ويروي المؤرخ البرتغالي كستانهيدا ما حدث فيقول: وصل فاسكو دي جاما إلى مالندي «قرب ممباسا» في 15 مارس سنة 1498 م فصعد إلى سفينته مسلمون منهم مسلم اسمه أحمد بن ماجد الذي أحب أن ينعم برقة دي جاما وبحارته، ورضي أن يذهب فيلدهم على طريق الهند.
وكان دي جاما قد دهش لسعة علم الملاح المسلم عندما أراه خريطة الساحل الهندي كله، وعليها خطوط الطول والعرض بالتفصيل ، ثم دعا جاما الملاح المسلم ليشاهد الاسطرلاب الكبير الذي كان يحمله في سفينته وآلات فلكية أخرى فلم يعجب المسلم ما رأى، وأنبأ دي جاما أن للملاحين العرب في البحر الأحمر آلات متقنة مصنوعة على غير مثال ما بيد البرتغال، ثم أطلعه على آلة له مؤلفة من ثلاث لوحات فلما عرف دي جاما قيمة هذا الكنز الذي ظفر به أحب الاحتفاظ بهذا المعلم المسلم، وأقلع معه متوجهاً إلى الهند في 24 أبريل فاجتاز الخليج الكبير وطوله 600 فرسخ في 22 يوماً دون أن يلقى في طريقة عقبة أو مشقة.
ويختلف المؤرخون في السبب الذي دفع الملاح العربي إلى مساعدة البرتغاليين إلا أنه من الواضح أن ابن ماجد لم يكن يتوقع شيئاً مما حدث له فيما بعد.. وكان البرتغاليون أول نذر الشرق في الخليج، وسجل التاريخ لقائدهم دي جاما والفونسودا البوكيرك، ومن جاء بعدهما، عدداً من المذابح البشعة بحق العرب والمسلمين، فقد أشاعوا في السواحل العربية والإسلامية المطلة على بحر العرب وخليج عُمان والخليج العربي إرهاباً وتدميراً قل أن عرف التاريخ له نظيراً ولكم تشمئز نفس قارئ تاريخ هذه الفترة وهو يمر على القصص المتشابهة المتكررة، والتي لاتحصى عن قيام البرتغاليين بمقاومة هذا الإقليم العربي أو ذاك، ثم مهاجمته بالمدافع وتدمير حصونه واستباحته، وقتل كل من بقي على قيد الحياة من النساء والأطفال والشيوخ بعد انهيار مقاومة السكان الذين كانوا أقل تسليحاً وأقل دراية بفنون القتال، فإذا تمت عمليات نهب النفائس والمخطوطات العربية أشعل البرتغال النيران في البلد المنكوب وأحرقوا المساجد والأسواق التي وصفها الرحالة ابن بطوطة بأنها أبرز معالم الفن المعماري.
وكان البرتغاليون حريصين على إبقاء نفر قليل من الكهول على قيد الحياة بعد جدع أنوفهم وصم آذانهم ثم كانوا يطلقونهم إلى المدن المجاورة ليثيروا فيها الذعر والفزع لحملها على التسليم دون قتال. قادة من الإمارات خلال حركة الفتوحات الإسلامية: برز من شعب الإمارات خلال حركة الفتوحات الإسلامية بعض القادة العسكريين منهم.


المهلب بن ابي صفرة
ولد في دبا عام 1 هـ «622م» وظهرت عليه علامات الشجاعة والذكاء، وهو صبي يروى أن والد المهلب، ذهب يوماً، مع عشرة من أبنائه، إلى الخليفة عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» وكان المهلب أحدهم، فأعجب الخليفة بذكائه وتقواه، وقال لوالده: هذا سيدُ ولدِك. اشترك المهلب ، في الجهاد ضد الفرس، في معركة القادسية، تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاس، وأصبح في عهد الخليفة علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» أحد القادة.
وفي عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان ، ساهم المهلب في فتح السند وتركستان «باكستان وأفغانستان»، وفقد إحدى عينيه، خلال تلك الحروب، ثم أصبح والياً على خراسان عام 79هـ وتوفي بعد ذلك بثلاث سنوات.
وقبل وفاته جمع أبناءه وأمرهم بإحضار عدد من السهام، فحزمها مع بعضها، وسألهم هل تستطيعون كسرها؟ فأجابوه كلا، فقال لهم والدهم: هكذا تكون الجماعة قوية، لايستطيع العدو التغلب عليها بسهولة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأوصاهم بقراءة القرآن الكريم، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين.


حذيفة بن اليمان الأزدي
من أهالي دبا. وقد كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلى حذيفة بلاء حسناً في محاربة الذين منعوا الصدقة وارتدوا عن دفع الزكاة في عهد أبي بكر الصديق «رضي الله عنه» خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جمعها منهم.


القرار التاريخي
وفى الخامس والعشرين من الشهر نفسه , عقد حكام الإمارات التسع اجتماعا في دبي أعلن في نهايته عن توقيع اتفاقية لإقامة اتحاد إمارات أبوظبي والبحرين ودبي وقطر وأم القيوين والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان على أن يبدأ العمل بالاتفاقية في نهاية الشهر التالي
ونصت الاتفاقية المشار إليها على إنشاء اتحاد للإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي لدعم تعاونها وتنسيق خطط تقدمها وتوحيد سياستها وتمثيلها الخارجي ودعم دفاعها وتشكيل مجلس أعلى من حكام الإمارات لوضع ميثاق دائم للاتحاد , ورسم السياسة العليا للشئون الخارجية والدفاعية والاقتصادية والثقافية.
وعقد المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية اجتماعا آخر في أبوظبي يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مايو 1968 , وناقش في أربع جلسات مغلقة بعض النواحي القانونية التي تتعلق بمبدأ التنفيذ لمجموعة من جوانب الاتفاق , ولا سيما انتخاب أول رئيس للاتحاد , واختيار المقر الدائم وإعداد الدستور , ثم عقد اجتماع ثالث في أبوظبي في السادس من يوليو من العام نفسه أنتخب فيه الشيخ زايد كأول رئيس للمجلس الأعلى .
وفى الثالث من يونيو سنة 1970 عقد اجتماع حضره نواب حكام الإمارات في محاولة لدفع المسيرة الاتحادية إلى الأمام لكن الشقيقتين البحرين وقطر أعلنتا أنهما ستسيران في طريق الاستقلال الذاتي بعد جلاء بريطانيا , عن منطقة الخليج في عام 1971.
وحيال هذه التطورات اتخذ الشيخ زايد مبادرة تاريخية مشهورة فأعلن في بيان عام أن إمارة أبوظبي ترغب في الدخول في اتحاد مع أي عدد من إمارات المنطقة , ثم أجرى في الشهر التالي إصلاحات إدارية شاملة في الإمارة لمواكبة الانسحاب البريطاني .
وفى الثامن عشر من يوليو 1971 عقد حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين اجتماعا في دبي صدر بعده البيان التالي:
“ بعونه تعالى , واستجابة لرغبة شعبنا العربي فقد قررنا نحن حكام “ أبوظبي “ و “ دبي “ و “ الشارقة “ و “ عجمان “ و “ أم القيوين “ و “ الفجيرة “ , إقامة دولة اتحادية باسم “ الإمارات العربية المتحدة”.
وقد تم في هذا اليوم المبارك التوقيع على الدستور الدائم للإمارات العربية المتحدة وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى الشعب العربي الكريم , نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم باقي أفراد الأسرة من الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من التوقيع على هذا الدستور .
وقد تقرر إرسال وفود لزيارة الدول والإمارات العربية الشقيقة وكذلك الدول الصديقة , من أجل شرح أهداف هذه الخطوة والحصول على تأييدها ودعمها , كما شكلت لجان لإعداد التشريعات الضرورية للاتحاد وأجهزته , لعرضها علينا في اجتماعنا القادم الذي سيعقد في المستقبل القريب في إمارة أبوظبي , وذلك لاستكمال الإجراءات اللازمة لإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة , وتشكيل حكومتها , وإنشاء أجهزتها لكي تمارس مسئولياتها في خدمة الشعب , وبناء مستقبله الزاهر , والتعاون مع شقيقاتها الدول العربية , ولتتبوأ مكانها اللائق في الأسرة الدولية.
ونسأل الله تعالى القدير أن يأخذ بيدنا لما فيه خير شعبنا , ومنطقتنا , وأمتنا العربية انه سميع مجيب .
وخرجت أبوظبي كلها تستقبل زايد عند عودته قادما من دبي بعد التوقيع على الدستور المؤقت للدولة الجديدة, يومها قال زايد لشعب أبوظبي :
“إن التوقيع على الدستور المؤقت هو أهم خطوة خطتها الإمارات العربية في سبيل تحقيق الاتحاد , وان هذا الاتحاد قد أرسى على أسس قوية راسخة, تعتبر من أقوى الأسس التي يجب أن يقوم عليها الاتحاد”.
وعلى امتداد الشهور الخمسة التي تلت التوقيع على الدستور المؤقت قامت أبوظبي مفوضة عن حكام دولة الإمارات العربية المتحدة بأكبر تحرك سياسي عربي , يستهدف إلقاء الضوء على الأوضاع والتطورات التي مهدت وأدت إلى قيام الدولة الجديدة , واتخاذ الخطوات الخاصة بإعلان وثيقة الاستقلال.
وكان زايد يوجه هذا التحرك السياسي ويقوده بنفسه , ويبعث بالرسائل الخطية والشفهية إلى ملوك ورؤساء الدول العربية. وأنهت الوفود كلها مهمتها على اكمل وجه, وعادت لتقدم إلى زايد تقاريرها بنتائج اتصالاتها في الدول العربية وكلها تحمل تأييد وترحيب الدول العربية بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة, ومساندتها لها في كل المجالات والميادين.


علم الدولة
مستطيل طوله ضعف عرضه ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل, القسم الأول منها لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم وطول عرضه مساو لربع طول العلم, اما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهى أفقية متساوية متوازية القسم العلوي منها لونه اخضر والأوسط أبيض والأسفل أسود وهى الألوان التقليدية للعلم العربي التي ترمز إلى القيم الأصيلة والإيمان العظيم والغايات النبيلة كما وردت في بيت الشعر العربي الشهير.. بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا

مقدمة الدستور
“ نحن حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة .
نظرا لان إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا قد تلاقت على قيام اتحاد بين هذه الإمارات , من أجل توفير حياة أفضل , واستقرار أمتن , ومكانة دولية أرفع لها ولشعبها جميعا .
ورغبة في إنشاء روابط أوثق بين الإمارات العربية في صورة دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة , قادرة على الحفاظ على كيانها وكيان أعضائها , متعاونة مع الدول العربية الشقيقة , ومع كافة الدول الأخرى الصديقة الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة , وفى الأسرة الدولية عموما , على أساس الاحترام المتبادل , وتبادل المصالح والمنافع .
ورغبة كذلك في إرساء قواعد الحكم الاتحادي خلال السنوات المقبلة على أسس علمية , تتمشى مع واقع الإمارات وإمكانياتها في الوقت الحاضر , وتطلق يد الاتحاد بما يمكنه من تحقيق أهدافه , وتصون الكيان الذاتي لأعضائه بما لا يتعارض وتلك الأهداف , وتعد شعب الاتحاد في الوقت ذاته للحياة الدستورية الحرة الكريمة , مع السير به قدما نحو حكم ديمقراطي نيابي متكامل الأركان , في مجتمع عربي إسلامي متحرر من الخوف والقلق.
ولما كان تحقيق ذلك من أعز رغباتنا , ومن أعظم ما تتجه إليه عزائمنا , حرصا على النهوض ببلادنا وشعبنا إلى المنزلة التي تؤهلهما لتبوء المكان اللائق بهما بين الدول المتحضرة وأممها .
ومن أجل ذلك كله , والى أن يتم أعداد الدستور الدائم للاتحاد , نعلن أمام الخالق العلي القدير , وأمام الناس أجمعين , موافقتنا على هذا الدستور المؤقت المذيل بتوقيعاتنا ليطبق أثناء الفترة الانتقالية المشار إليها فيه .
والله ولى التوفيق , وهو نعم المولى ونعم النصير “ .

ليست هناك تعليقات: